خبر صحفي
مدير عام منظمة العمل الدولية هونغبو يدعو للعمل الجماعي في الدول العربية للتصدي للتحديات المتزايدة في عالم العمل
وجه جيلبرت ف. هونغبو دعوته في مؤتمر العمل العربي المنعقد هذا العام في بغداد، حيث دعا أصحاب المصلحة في المنطقة للانضمام إلى التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية.
27 نيسان/ أبريل, 2024
بغداد (أخبار منظمة العمل الدولية) - إن التحديات المتزايدة التي تواجه عالم العمل في المنطقة العربية لا يمكن التصدي لها إلا من خلال تضافر الجهود المشتركة والشراكات المتعددة الأطراف، بما في ذلك عبر التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية، كما قال المدير العام لمنظمة العمل الدولية جيلبرت ف. هونغبو في كلمته الافتتاحية في مؤتمر العمل العربي المنعقد هذا العام في بغداد.
وقال هونغبو في كلمته في الحفل الافتتاحي للمؤتمر: "فقط من خلال العمل من أجل رؤية مشتركة يمكننا أن نرتقي إلى مستوى التحديات التي تواجه عالم العمل اليوم، واغتنام الفرص، والتقدم نحو مستقبل تسوده العدالة الاجتماعية للجميع".
وقد جمع التحالف العالمي من أجل العدالة الاجتماعية، وهو مبادرة تقودها منظمة العمل الدولية لتعزيز التعاون متعدد الأطراف وتعزيز العدالة الاجتماعية على الصعيد العالمي وتسريع وتيرة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، أكثر من 200 شريك حتى الآن، بما في ذلك الحكومات ومنظمات العمال وأصحاب العمل والمجتمع المدني، من ضمنهم عدد كبير من الشركاء من الدول العربية.
وقال هونغبو موجها الدعوة إلى أصحاب المصلحة العرب الآخرين للانضمام إلى التحالف: ”هذا الشهر، قررت جامعة الدول العربية الانضمام إلى التحالف، وهي إضافة أفتخر بها وأعتبرها إنجازاً تاريخياً لمنظمة العمل الدولية والعالم العربي والعدالة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم.“
وشارك هونغبو في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العمل العربي، المنعقد من قبل منظمة العمل العربية تحت رعاية رئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني، إلى جانب وفد من كبار مسؤولي منظمة العمل الدولية بمن فيهم المدير الإقليمي للدول العربية د. ربا جرادات.
وخلال كلمته التي ألقاها في حفل افتتاح المؤتمر، أعرب المدير العام عن قلقه العميق إزاء تجدد الصراع في الأرض الفلسطينية المحتلة وتأثيره على العمال وأصحاب العمل الفلسطينيين والآثار غير المباشرة على اقتصادات البلدان المجاورة.
وقال هونغبو: ”ينعقد اجتماعنا اليوم في وقتٍ تقع فيه الأرض الفلسطينية المحتلة مرة أخرى في صراع مدمر ومؤلم. في الأشهر الستة الماضية، فقد عشرات الآلاف في غزة حياتهم أو أصيبوا بجراح، ونزح مئات الآلاف، ويواجه الملايين الآن الجوع والفقر والمرض“. وأضاف قائلا: ”لقد أدى الصراع أيضاً إلى فقدان سبل العيش والوظائف في غزة والضفة الغربية، ويهدد بزعزعة استقرار العديد من الاقتصادات في المنطقة “.
ومن أجل المساعدة في معالجة أثر الحرب على سوق العمل، شرعت منظمة العمل الدولية في برنامج استجابة طارئة، أطلقت من أجله نداءً لحشد دعم بقيمة 20 مليون دولار أمريكي. وقد استفاد من هذه الاستجابة حتى الآن أكثر من 9,000 عامل من غزة تقطعت بهم السبل في الضفة الغربية، وأتاحت لمنظمة العمل الدولية جمع البيانات حول تأثير الحرب على سوق العمل الفلسطيني والتي ستساهم في إرشاد وتطوير استجابة المنظمة. كما دخلت منظمة العمل الدولية في شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لإطلاق برنامج طارئ للتشغيل في غزة لتوفير فرص العمل والخدمات الصحية والبلدية الضرورية.
كما أشار المدير العام هونغبو إلى الدور الحاسم للمنطقة العربية في التحول العالمي نحو اقتصاد منخفض الكربون والإمكانات التي يحملها للمنطقة. وقال: "من خلال الاستثمار في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، يمكننا أن نمهد الطريق لمستقبل أكثر شمولاً ومرونة وازدهاراً للعالم العربي"، موضحا أن المنطقة العربية يمكن أن تخلق عشرة ملايين فرصة عمل جديدة بحلول عام 2050 من خلال إزالة الكربون والنمو الصناعي الأخضر.
سيناقش مؤتمر العمل العربي هذا العام تقرير مدير عام منظمة العمل العربية فايز المطيري حول تأثير الثورة التكنولوجية على الموارد البشرية. وقال هونغبو إن المؤتمر فرصة ثمينة للاحتفال بالإنجازات الرئيسية في العالم العربي ومعالجة القضايا المعقدة التي تواجه المنطقة، بما في ذلك تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا على عالم العمل.
والتقى هونغبو على هامش المؤتمر بالأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وبالمدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري، وبممثلين عن الحكومات والعمال وأصحاب العمل من جميع أنحاء المنطقة العربية لمناقشة تحديات وفرص العمل اللائق في المنطقة.
وقد حضر هونغبو المؤتمر المنعقد من 27 أبريل/نيسان إلى 4 مايو/أيار كجزء من زيارته الرسمية الأولى للعراق، والتي من المقرر أن يلتقي خلالها بالرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي، وممثلي أصحاب العمل والعمال في العراق.